أصبحت ظاهرة الخوف داخل مجتمعنا الآن سمة غالبة عليه فمن أشهر الجمل التى تتردد الآن بين الناس هى "إحنا مش عارفين هو بكرة هيحصل أيه" ، "ما بقاش فى أمان " وغيرها من الجمل التى تأخذ نفس المعنى، فما هو سبب هذا الخوف الزائد ؟وهل هو شىء طبيعى نتيجة للأحداث التى يعيشها المجتمع المصرى الآن؟ وهل هناك طرق للتقليل من حدة الخوف؟ لكن وقبل أن نجيب على هذه الأسئلة استطلعنا رأى الشباب حول هذا الموضوع.
يقول محمد يحيى – 27 سنة "من حق المجتمع أن يخاف لعدم وجود أمان حقيقى فظهور البلطجية فى بعض الأماكن حتى الآن وانتقال هذا الحدث إلى أماكن أخرى يزيد من خوف الأسر المصرية، بالإضافة إلى ظهور بعض الطوائف التى تشيع الرعب فى قلوب المصريين".
أما رانا محمد – 25 سنة "السيدة المصرية تعشق أبناءها وتخاف عليهم من الهواء وليس من البلطجية فقط، ويوجد فى كل أسرة أطفال.. كيف نطلب من آبائهم ألا يخافوا عليهم؟".
أما على مالك – 31 سنة "فيقول: الشعب المصرى كان لا يشعر بالأمان من قبل ولكن كثرة الشائعات والأقاويل هى التى تجعل الشعب يخاف".
يفسر دكتور تامر جمال أخصائى التوجيه النفسى ومدير مركز إشراق للاستشارات النفسية هذه القضية قائلا: "الخوف هو انفعال طبيعى ناتج عن وجود مصدر مخوف، ومن الطبيعى أن يكون حجم الخوف على قدر حجم المخوف، ولكنه إذا زاد حجم الخوف عن المخوف يكون الأمر غير طبيعى وهذا ما يحدث فى مصر الآن، هناك أشخاص يأخذون شكل انفعال معين مبالغ فيه أو يأخذ اتجاها انفعاليا مخالفا عن الاتجاه المفروض له، مثل انفعال الخوف بدلا من الدهشة أو التعجب وهكذا".
ويضيف دكتور تامر قائلا: "والذى يزيد من حجم الخوف هو الشائعات، فنجد الشائعات الآن تأخذ حجم أكبر من حجمها الطبيعى، فنجد الشخص الذى ينقل الشائعة قد يزيد عليها جملة أو اثنين تزيد من حجمها وبالتالى تزيد الخوف عند المتلقى، وإذا بحثنا فى أصل الشائعة نجد أن هناك حدثا حقيقيا ولكنه ليس بهذه الدرجة التى وصلت فى النهاية للمتلقى، فنقل الكلام من شخص لآخر يزيد عليه بعض المؤثرات التى تزيد من حجمه مما يعطى انطباع بالخوف الزائد".
يضيف: "وبما أنه ليس هناك مصدرا موثوقا فيه للتأكد من صحة هذه الأقاويل يكون من حق المتلقى أن يخاف بصورة كبيرة، وإذا حدث وظهر مصدر مسئول ونفى هذه الشائعات قد لا يصدقة أحد وذلك يرجع إلى الخلفية التى أخذها المتلقى من قبل وهى (الحكومة لا تقول الحقيقة )، ومع ذلك وبمرور الوقت يكتسب الشخص مقاومة داخلية مثل مقاومة الجسم لأى فيروس يأخذ وقته ثم يعود إلى طبيعته".
ويشير دكتور تامر إلى ما يحدث إذا سيطر الخوف على شخص قائلا: "هذا يتحدد على حسب قوة شخصية الفرد نفسه فإذا كان من أصحاب الشخصيات القوية سوف يستطيع أن يقاوم سيطرة الخوف بسهولة ولا تؤثر فيه بصورة سلبية، أما إذا كان من أصحاب الشخصيات الضعيفة فسوف تؤثر عليه وقد تصيبة بأعراض جسدية كثيرة بالإضافة إلى الأعراض النفسية".
وينصح دكتور تامر قائلا: "على الشخص الذى يسمع الشائعات أن يتأكد أولا من صحتها بكل السبل حتى إذا ثبت حدوثها سوف يعرف الحقيقة ويزيل ما بها من إضافات تعطيها حجم أكبر من حجمها ، وعلى الحكومة أن تعمل على إعادة الثقة بينها وبين الشعب حتى تعود مرة ثانية كمصدر للمعلومات، وعلى العقلاء والحكماء فى كل منطقة العمل على تهدئة هذه الشائعات وبث الطمأنينة إلى القلوب وذلك بالتأكد من المعلومة وبمكانتهم بين الناس يستطيعوا نفى أو تصحيح الشائعة، أما بداخل كل أسرة على الأباء أن يقللوا ساعات متابعتهم للأحداث عن طريق قناة الأخبار والتى قد تزيد من درجة خوف الأطفال، وإذا حدث وظهر أمامه صورة مخيفة أو خبر مخيف يقوم الأب على الفور ببث الطمأنينة للطفل ويقوم بتفسير هذا بطريقة مبسطة مقللا من حجم الموضوع حتى يقل الخوف داخل الطفل".
الكاتب: أمنية فايد
المصدر: موقع اليوم السابع